كلمة سعادة السفير بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر

أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،

يشرفني اليوم، أن التقي بكم، عن بعد، بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر التي أرسى دعائمها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني ( طيب الله ثراه ) في 18 ديسمبر من العام 1878م.   

وتحتفل دولة قطر ومواطنيها الأوفياء باليوم الوطني بكل مشاعر الفخر والاعتزاز والكرامة بما يشهده الوطن من إنجازات مرموقة حقق القطريون من خلالها، جيلا بعد جيل، أحلام الأجداد في البناء والتنمية.

لقد حقق تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية والمشاريع تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" وفقا لـ"رؤية قطر الوطنية 2030 " التي أطلقت عام 2008، إنجازات كبرى في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي جعلت من البلاد نموذجا يحتذى به في التنمية الشاملة والمستدامة.

وفي هذه الحقبة التي تشهد الكثير من المتغيرات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تواصل دولة قطر تبنِّي سياسة ثابتة في التعاون الدولي مما عزز مكانتها في العلاقات الدولية وخولها لعب دور مؤثر وفق سياسة تنتهج الشفافية والواقعية ودقة التقييم والتوازن السياسي.

كذلك أولت دولة قطر اهتماماً بالغاً بتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية ، وقد تجلى ذلك في انضمام الدولة لأكثر من 328  منظمة وهيئة عربية وإقليمية ودولية تعمل في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية والثقافية والعلمية.

وتندرج قطر ، بحسب  التقارير الدولية ، بين أبرز المساهمين في حركة النمو والتطور اقليميا ودوليا حيث تعتبر من أكبر الشركاء الملتزمين بدعم موارد ومبادرات الأمم المتحدة وأهدافها السامية.

ويبرز دور دولة قطر الريادي إنسانيا، في الاستجابة للنداءات الإنسانية في مواجهة الأزمات والمخاطر والتحديات الاجتماعية العالمية من خلال المساعدات التي تقدمها الدولة والتي تصل إلى مليار دولار سنويا إلى ما يزيد على 100 دولة في المجالين الإنساني والتنموي، انطلاقا من القناعة بأهمية تعاون الأمم والشعوب لمواجهة تحديات الأوبئة والمناخ والبيئة والتعليم ومكافحة الفقر والإرهاب والتطرف ونبذ التمييز الطائفي أو العرقي.

وفي اطار التعاون الدولي لمواجهة جائحة "كوفيد-19"، تميزت جهود دولة قطر بنشاط إنساني وإغاثي شمل تقديم الإمدادات الطبية  لأكثر من 70 دولة في 3 قارات تضمنت معدات طبية وتجهيزات للوقاية ومستشفيات ميدانية  فضلا عن تبرعات لدعم منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين.

أما على صعيد السياسة الخارجية لدولة قطر، فإنها تبقى ملتزمة بالقانون الدولي ومواثيقه ومبادئ التعايش السلمي واحترام حقوق الانسان والتعددية والتنوع ومكافحة التطرف وتوطيد ثقافة السلام والاستقرار العالمي.

كما تنشط الدبلوماسية القطرية في علاقاتها الدولية بدور الرعاية والوساطة  في حل وتسوية العديد من القضايا والأزمات والنزاعات حيث استضافت الدوحة العديد من الحوارات بين أطراف متنازعة ، وسط مبادرات دولة قطر لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان والشعوب.  

وفي اطار جهود ترسيخ دعائم دولة المؤسسات وسيادة القانون وحقوق الإنسان ، شهدت دولة قطر في شهر أكتوبر الماضي إجراء انتخابات مجلس الشورى تعزيزا لمسيرة قطر التشريعية في تحديث الدولة ونظامها السياسي. 

كذلك، وفي ظل التأثيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي خلال أزمة كورونا، جدد الاقتصاد القطري تعزيز الثقة بقوته على الساحتين الاقليمية والدولية، بفضل السياسات والأسس المتينة والإجراءات السليمة التي اتخذتها الدولة في التعامل مع التحديات.

وقد حافظ الاقتصاد القطري على مرونته واستطاع التغلب على آثار أزمة كورونا السلبية حيث يتوقع البنك الدولي أن تسجل قطر نموا اقتصاديا بنسبة 3 و4 في المئة خلال عامي 2021 و2022 .

وخلال السنوات الثلاث الماضية تمكنت دولة قطر من تحقيق تقدم في التنويع الاقتصادي بإنجاز عدد كبير من المشاريع الصناعية والزراعية المهمة التي عززت من تحقيق إستراتيجية الاكتفاء الذاتي.

وتتركز الاستثمارات حاليا في قطر في البنية التحتية والمشروعات التنموية وخصوصا التعليم والصحة والمواصلات، في حين يتم العمل على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والمستدامة، ومجالات الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي.

وتتواصل في دولة قطر الاستعدادات غير المسبوقة لاستضافة النسخة الثانية والعشرين لمنافسات كأس العام لكرة القدم 2022 التي يُتوقع أن تكون حدثا تاريخيا مميزا سيدهش العالم في ظل ماينفذ من مشاريع لتوفير أفضل الفنادق والمطارات والموانئ والملاعب والمستشفيات وشبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية. 

السيدات والسادة

تقوم العلاقات القطرية/البرتغالية على القيم الحضارية والانسانية المشتركة وأسس الصداقة القوية والتعاون المشترك التي يوطدها الاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين. 

وأود أن أنوه بهذه المناسبة بتطورالعلاقات مع الجمهورية البرتغالية الصديقة التي نتشارك معها المباديء والقيم النبيلة لخير البشرية جمعاء، وهي القيم التي يتبناها الشعبين الصديقين.

كذلك لابد من التأكيد على حرص قطر الشديد على تمتين وتعزيز العلاقات مع البرتغال في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية والسياحية والصحية والرياضية والتعليمية والثقافية، خصوصا وأن لدى كل من البلدين الكثير من الامكانات التي تمكنهما من الدفع بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب تلبي تطلعاتهما المشتركة. 

ويعتبر انضمام دولة قطر مؤخرا كعضو مراقب في رابطة الدول الناطقة باللغة البرتغالية مؤشرا على الأهمية التي توليها الدولة إلى الانفتاح على تعزيز علاقاتها مع دول الرابطة وتعميق أواصر التعاون والصداقة مع شعوبها وتبادل الافكار والمعارف والثقافات.

وأخيرا أتوجه بالشكر لكل الأصدقاء البرتغاليين الذين ساهموا ويساهمون في إثراء ودعم العلاقات القطرية البرتغالية.

وشكرا
سعد بن علي المهندي
سفير دولة قطر لدى جمهورية البرتغال