السيدات والسادة
يشرفني اليوم، أن أرحب بكم وأشكر حضوركم بيننا بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر التي أرسى دعائمها في مثل هذا اليوم منذ 144 عاما الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني ( طيب الله ثراه ).
تحتفل دولة قطر ومواطنيها الأوفياء باليوم الوطني هذا العام بكل مشاعر الفخر والاعتزاز والكرامة تحت شعار "وحدتنا مصدر قوتنا" تأكيدا على تكاتف وتلاحم الشعب القطري جيلا بعد جيل في مواجهة التحديات وتحقيق الانجازات المرموقة في البناء والتنمية.
لقد حقق تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية ومشاريع التنمية تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) انجازات كبرى في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مختلف المجالات مما جعل من دولة قطر نموذجا يحتذى به في التنمية الشاملة والمستدامة.
ويتميز الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام بأهمية خاصة ، لتزامنه مع استضافة دولة قطر لنهائيات بطولة كأس العالم في كرة القدم بكفاءة واقتدار وبتنظيم دقيق وأنيق مما أتاح للملايين فرصة التعرف على الجوانب المضيئة في تاريخنا وثقافتنا ومدى إيماننا بالتفاعل الحضاري مع سائر الثقافات واعتزازنا بقيمنا العربية الاسلامية.
وفي وقت تغيب فيه قيم الحوار والتسامح وتسيطر الحروب والفتن والازمات على العالم، حرصت دولة قطر من خلال المونديال على إيصال رسائل إنسانية وحضارية تدعو الى تعزيز السلام والتقارب بين الشعوب والثقافات في العالم.
ان رسالة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر التي جمعت الشعوب ووحدت المشاعر أكدت بوضوح أنه بإمكان العالم أن يتوحد لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد الإنسانية جمعاء.
لقد عكست بطولة كأس العالم هوية دولة قطر الحضارية والثقافية، إضافة إلى قدراتها الاقتصادية والأمنية والإدارية، وإنجازاتها الواضحة في كل المجالات، ولابد في هذا المجال من التعبير عن الامتنان لكل دعم وإشادة بنجاحنا في تنظيم هذا الحدث الانساني العالمي مؤكدين أنه يبقى تجربة فريدة ملهمة وملك للإنسانية جمعاء.
السيدات والسادة
في هذه الحقبة التاريخية التي تشهد الكثير من المتغيرات العالمية والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تواصل دولة قطر تبني سياسة ثابتة في التعاون الدولي مما عزز مكانتها في العلاقات الدولية وخولها لعب دور مؤثر وفق سياسة تنتهج الشفافية والواقعية ودقة التقييم والتوازن السياسي.
وتلتزم السياسة الخارجية لدولة قطر بالقانون الدولي ومواثيقه ومبادئ التعايش السلمي واحترام حقوق الانسان والتعددية والتنوع ومكافحة التطرف والارهاب وتوطيد ثقافة السلام والاستقرار العالمي.
كما تنشط الدبلوماسية القطرية في علاقاتها الدولية بدور الرعاية والوساطة وتشجيع إنشاء منابر للحوار في صناعة السلام، وحل وتسوية العديد من القضايا والأزمات والنزاعات حيث استضافت دولة قطر العديد من الحوارات بين اطراف متنازعة وسط مبادرات عدة لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان والشعوب.
وقد عملت قطر دائما على دعم المبادرات الإنسانية للأمم المتحدة، انطلاقا من القناعة بأهمية تعاون الأمم والشعوب لمواجهة تحديات الأوبئة والمناخ والبيئة والتعليم والفقر.
أما على صعيد الاقتصاد، وفي ظل التأثيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي، فقد جدد الاقتصاد القطري تعزيز الثقة بقوته على الساحتين الاقليمية والدولية، بفضل السياسات والأسس المتينة والإجراءات السليمة التي اتخذتها الدولة في التعامل مع التحديات.
وخلال السنوات الماضية تمكنت قطر من تحقيق تقدم في التنويع الاقتصادي بإنجاز عدد كبير من المشاريع الصناعية والزراعية المهمة التي عززت من تحقيق استراتيجية الاكتفاء الذاتي.
السيدات والسادة
تقوم العلاقات القطرية/البرتغالية على القيم الحضارية والانسانية المشتركة وأسس الصداقة والتعاون المشترك.
وأود بهذه المناسبة أن اتوجه بالشكر لكل الأصدقاء البرتغاليين الذين ساهموا ويساهمون في إثراء ودعم العلاقات القطرية البرتغالية التي تتشارك مبادئ وقيم نبيلة، وهي القيم التي يتبناها الشعبين الصديقين.
وشكر