كلمة سعادة السفير بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر

أصحاب السعادة،

السيدات والسادة،

          بعدما أحبطت جائحة "كوفيد-19" آمالنا في اللقاء تبعا لدواعي الوقاية والسلامة ، نلتقي عن بعد ، لنحتفل معا بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر التي أسس دعائمها كدولة ذات كيان الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في مثل هذا اليوم من العام 1878م.     

          ان احياء هذا اليوم المضيء من تاريخ دولة قطر هو أيضا احتفال بما حققته  جيلا بعد جيل مساهمات الدولة النوعية في تحقيق التقارب بين شعوب العالم وتأصيل ثقافة الحوار ونشر ثقافة التسامح. 

          لقد كانت دولة قطر ولاتزال بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) من أبرز المساهمين في حركة النمو والتطور اقليميا ودوليا حيث تندرج الدولة ضمن قائمة أكبر الشركاء الملتزمين بدعم الموارد الأساسية للأمم المتحدة وأهدافها السامية من خلال دور قطر الريادي في الاستجابة للنداءات الإنسانية في إطار التعاون الدولي لمواجهة الأزمات ودعم المشاريع التنموية في عدة مناطق من العالم تحت مظلة المنظمات الدولية والإقليمية

          ومنذ مطلع العام الذي يكاد يمضي، واجهت دولة قطر تحديات كبرى، لكن الدولة بحكمة وحزم قيادتها وعزيمة شعبها حولت التحديات الى نجاحات، وقد واجهت دولة قطر جائحة "كوفيد-19" بكفاءة واقتدار النظام الصحي والرعاية الطبية العالية الجودة حيث نجح هذا النظام في تقليل الاصابات والوفيات مسجلا أحد أدنى معدلات الوفاة عالميا، في منظومة إجراءات تكاملت فيها جهود اجهزة الحكومة مع جهود القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.

          وفي اطار التعاون الدولي لمواجهة جائحة "كوفيد-19" لم تتأخر دولة قطر منذ بداية الجائحة بتوجيه المساعدات الطبية عبر أسطولها الجوي المدني والعسكري لأكثر من سبعين دولة ومنظمة دولية ايمانا منها بضرورة تسخير كل الجهود والطاقات لمواجهة الجائحة وغيرها من الأزمات الإنسانية والتحديات الاجتماعية والمخاطر العالمية التي تهدد الأمن والسلام والاستقرار للجميع بدون تمييز.   

          ورغم الحصار الجائر غير الشرعي الهادف الى النيل من سيادة دولة قطر واقتصادها، تواصلت الإصلاحات التشريعية باعلان سمو أمير البلاد المفدى عن اجراء انتخابات مجلس الشورى في البلاد التي تعتبر خطوة مهمة في تعزيز تقاليد الشورى القطرية وتطوير عملية التشريع مشاركة أوسع من المواطنين.

         كذلك ورغم تداعيات جائحة "كوفيد-19" قامت دولة قطر بدعم المرافق الاقتصادية المتضررة من الجائحة فيما تواصل تنفيذ كافة المشاريع التنموية الكبرى وفقا لما حددته "رؤية قطر الوطنية 2030 " لاسيما مع بدء العد التنازلي لآخر ألف يوم على استضافة قطر النسخة الثانية والعشرين لمنافسات كأس العام لكرة القدم 2022 حيث تتواصل الاستعدادات غير المسبوقة لمونديال مثالي سيدهش العالم.

          وشهد العام المنصرم استمرار تعزيز مكانة قطر الدولية لاسهام دبلوماسيتها المكثف في القضايا التي تهم المجتمع الدولي مثل مكافحة الإرهاب والفقر والتغير المناخي اضافة لدورها الراعي والوسيط في محيطها الإقليمي والدولي في حل وتسوية العديد من القضايا والأزمات  سعيا نحو تحقيق الأمن والسلم الدوليين بالحوار وليس بالعنف أو استخدام السلاح.

          وتقوم سياسة دولة قطر الخارجية على مبادئ التعايش السلمي ونشر ثقافة السلام وسيادة القانون وحماية حقوق الانسان ومكافحة التطرف وتعزيز مبادرات الحوار بين الثقافات والشعوب.

          وانطلاقا من مبادئ سياستها الخارجية بقيت دولة قطر تحرص على الانفتاح على مختلف الدول والشعوب بدبلوماسية نشطة وهادئة قائمة على تعزيز التعاون الدولي وسياسة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

السيدات والسادة

          تقوم العلاقات القطرية/البرتغالية على القيم الحضارية والانسانية المشتركة وأسس الصداقة القوية والتعاون المشترك والمصالح المتبادلة ويوطدها الاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين. 

          وتتمتع العلاقات بين دولة قطر والجمهورية البرتغالية باهتمام عال لدى كبار المسؤولين في البلدين من أجل تعزيز أواصر الصداقة والتعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق المزيد من الرخاء لشعبينا وبلدينا.

          وتسعى دولة قطر للمحافظة على علاقاتها مع البرتغال والدفع بها إلى الأمام نحو مستقبل واعد ومزدهر من خلال تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وتسهيل التبادلات التجارية والفرص الاستثمارية للشركات من كلا البلدين.

          وأخيرا أتوجه بالشكر لكل الأصدقاء البرتغاليين الذين ساهموا ويساهمون في إثراء ودعم العلاقات القطرية البرتغالية.

وشكرا

سعد بن علي المهندي

سفير دولة قطر لدى جمهورية البرتغال